فيودور دوستويفسكي، روائي وكاتب قصص قصيرة وصحفي وفيلسوف روسي، وهو أحد أشهر الكتاب في العالم. وفي كتابه الرسائل الذي ترجمه خيري الضامن للعربية، يضم الكتاب بمجلديه أكثر من ٢٥٠ رسالة، تتناول جميع مراحل حياة الكاتب، أولها أرسلها إلى أمه وهو في الثانية عشرة من وآخرها أملاها على زوجته وهو على سرير الموت.
وفي مجلده الثاني تحديداً، يبتدأ فيودور كتابه برسالته رقم مائة إلى ألكسندر فرانغيل صديقه الطيب القديم وينهيه في رسالته إلى زوجته آنا وهو يحتضر على سرير الموت. وقد أعلن فيودور مراراً أنه غير محب للرسائل ولا يجيد كتابتها، لذلك جاءت رسائله بصيغة غير مألوفة تماماً. وكانت هذه الرسائل جامعة لكل المقومات الروائية من توطئة وحدث وحبكة وإثارة وما إلى ذلك. كما تعتبر هذه الرسائل بمثابة رواية وثائقية وبطلها الرئيسي فيودور دوستويفسكي نفسه، وأبطالها الثانويون أخوه ميخائيل وزوجته الأولى ماريا إيساييفا وزوجته الثانية آنّا غريغوريفنا والعشرات من الشخصيات الاجتماعية ورموز الأدب الروسي في عصره الذهبي.
وجاءت هذه الرسائل بمثابة دائرة معارف تختلف عن باقي ما تقرأه من الإنسكوبيديات ما تحتاج إليه فقط، فلا يستطيع القارئ غلق "إنسكوبيديا دوستويفسكي"، إلا أن يقرأها كاملة من أول رسالة حتى آخرة رسالة، ففي كل رسالة أكثر من أمرٍ جديد.