"كانت الدائرة أوّل ما رسمه جوزيف سورس. فهي أكثر الأشكال طبيعيّة، وهي قادرة على احتواء كل شيء. إنها رحم الأشكال كافة. يقولون أنه إذا طلب من شخص معصوب العينين أن يسير في خط مستقيم فإنه يمشي في دوائر. لماذا يسير المرء في دوائر حين يغمض عينيه؟ إنه لغز، لكن الشخص المغمض العينين يسير نحو الداخل، وكذلك يلتف الوقت ولا يمضي على نحو مستقيم. فالوقت مثل شخص مغمض العينين. في الواقع كل شيء يسير في دوائر، بدءًا من الذكريات وانتهاءًا بالحكايات. وذات يوم سيغدو كل شيء ملتفًا. الخطوط المستقيمة التامة غير موجودة. كل شيء مستدير والكل يتحرك حول الكل."
يرث جوزيف سورس غرابة الأطوار عن والده، الخادم الذي لا يفهم الاستعارات، وقتلته الكلمات. يطبق سورس غرابته في لوحاته، يحب رسم الدوائر والأعين. الأعين المفتوحة هي الحياة والمغلقة هي الموت. لا يحب الأشياء المكتملة لأنها مثل السجن، تقيد حريته، فيميل إلى الأشياء غير المنتهية.
في سرد فلسفي ساخر، وفصول متتابعة سريعة الإيقاع، نستمع لقصة سورس ونرى العالم عبر أفكاره المجنونة عن الدوائر والخطوط المستقيمة والحب وعلاقة الفن بالحياة. "الرسام تحت المجلى" رواية جديدة للكاتب البرتغالي أفونسو كروش، وعالم غرائبي ساحر. استمع الآن.