"في اليوم التالي ألمح المُخرج على استكشاف نقطة هامة؛ هل سبق طوال تلك السنوات أن تحدثت "صفية" مع أحد؟!
في البدء واجهه صمتٌ تام من الجميع إزاء هذا السؤال وبدا وكأنَّ الأمر ينطوي على سرٍّ تحرص القرية كلها على إخفائه حتى ناصر، المرافق المخلص، بدا من الصعب استمالته بعد أن أعلن صراحةً اعتراضه على أسلوب المخرج الذي يبدو وكأنّه يسعى لاستفزاز صفية...
تطلب الأمر من المخرج مجهودًا كبيرًا ...الكثير من الاعتذار والتأكيد على حسن نواياه والمزيد من التشجيع المادي المغري..
وفي النهاية تكلّم ناصر:
ما ستسمعه مني ليس للتصوير ولن تجد في القرية كلها من يقول هذا الكلام أمام عدساتك..لذا لن تستطيع أن تقوله في فيلمك، وإلّا اتهمناك بالكذب وشوهنا سمعتك !!"
"الروحاني وحكايات أخرى" مجموعة قصصية تجمع حكاياتها لعنةٌ غريبة تبدأ من الصفحة الأولى ولا تنتهي أبدًا...