هذه حياة شاب سعودي لا ينتمي لحزب ولا لطائفة، يأخذ من كل طائفة ما وافق الكتاب والسنة، فرفضه المجتمع بشتى طوائفه وتوجهاته، فقط لأنه لا يريد العيش ضمن تصنيفات قولبها المجتمع لا تمت للدين بصلة؛ لذلك يراه الناس متناقض لأنه رفض أن يلبس قناع المثالية الذي يرتديه الأغلبية حتى أصبح العيب عندهم أكبر من الحرام، لأنه يظهر فساد الباطن الذي يستره قناع المثالية، وذلك وذلك بسبب سوء التربية التي ركزت على الظاهر وأهملت الباطن، فاستخدمت فيها عبارات الترهيب التافهة مثل:-
وا خزيها!
وش يقولون عنا الناس؟!
يا عيبها!
وغيرها من الألفاظ التي ربت المجتمع على خشية الناس أكثر من خشية الله، وأصبحت طوائف المجتمع بأقنعتها تنظر إليه رغبة في تصيد زلاته وهفواته، بغض النظر عن كمية الخير والصلاح الذي يحمله، فعشقه معصية من كبائر الذنوب يتلذذ بها من يحب اصطياد الأخطاء، ولبسه وممارسة الرياضة مخالف للمروءة يجعله محط ريبة ولا يؤخذ منه العلم، وشعره ومشاعره فضيحة تلوكها الألسن.
وهو مع ذلك كله ما زال يصارع المجتمع ويكافح من أجل مشاعر وقناعاته، ومن هنا تجري أحداث هذه الرواية.
تأتي هذه الرواية لكتاب سعودي ثائر، يحكي قصة ويثور على العادات والتقاليد ومزجها بالدين، يحكي عن تقاليد المجتمع البالية وثقافة العيب حول أسخف الأشياء وضرورة التحرر من تلك السخافات السطحية التي لا تمت إلى الدين بصلة بل هي نتاج مجتمع مليء بالتناقضات والمشاكل التي تبدو للشباب أنها متأصلة وبلا حلول، وبينما يبحث الشباب عن التحرر والتخلص من تلك الموروثات القديمة يجدون أنفسهم عرضة للهجوم والاتهام بأشنع الصفات وحتى النبذ من مجتمعهم.