تسبح رواية "الرايس" في فضاء زمني يمتد بين (1791و 1815) وهو تاريخ وفاة الرايس "حميدو" الذي يظهر لنا في أول ذكر له وقد خرج من البحر، و ينتهي برمي جثمانه في البحر كما أوصى، و بين اللحظتين، تعتمل حوادث صغرى، بصورة مخيالية شائقة توحي للقارئ بأنها هي سبب تفجير الحوادث الكبرى، بالإضافة إلى انفتاح الفضاء السردي على وصف ما يعتمل من أحاسيس و أهواء داخل العوالم الباطنية للشخصيات...
ومن خلال قصّة حياة الرايس حميدو تحاول الرواية رسم صورةٍ متكاملة عن الجزائر في فترة الحكم العثماني بقليلٍ من التوثيق المميَّز لأحداث غيَّرت وجه المنطقة كموقف الحكومة العثمانية في الجزائر من الاستعمار الاسباني لوهران وكيف كان الأهالي وشيوخ الزوايا الصوفية هم الطرف الحقيقي الذي يُعزى إليه طرد الإسبان من المدينة..
"الرايس" واحدة من الروايات النادرة التي تؤرّخ لفترةٍ مغيبة من التاريخ بحقائق دامغة وأحداث مشوّقة وسردٍ لا يملّ..