تحكي رواية "الرابح يبقى وحيداً" لمؤلفها باولو كويلو عن أحداث يوم (24 ساعة) خلف كواليس مهرجان كان السينمائي الدولي في إطار روائي بوليسي شيق ينقل القارئ الى أجواء فرنسية في اطار الاحتفالات بالمهرجان.
تتمحور الأحداث حول "إيجور"، رجل الأعمال الروسي غريب الأطوار الذي شارك في حرب الاتحاد السوفيتي في أفغانستان مما سبب له مشاكل نفسية معقدة. "إيجور" هجرته زوجته رغم حبها الشديد له بعد أن تأكدت من شخصيته الغير متزنة لتتزوج من رجل أعمال شهير من أصل عربي يعمل في مجال الموضة والأزياء، يذهب إلى كان حيث توجد مطلقته مع زوجها هناك ليحاول أن يثبت لها مدى حبه لها ولكن بطريقته الخاصة.
في رواية "الرابح يبقى وحيداً" تتأجج ثلاثية السلطة والمال والشهرة ومدى سطوتها على النفوس، وفيها يعرض باولو كويلو عالماً نعيش فيه أو يعيش فيه الآخرون، ولم ننتبه يوماً إلى أنه بكل هذه الغرابة وهذه الخفايا. مراجعة للحسابات، وقفة مع الذات اكتشاف للداخل في عالم لا يؤمن إلا بالظاهري، جلادون وضحايا أحلام مدبّرة يلهثون خلفها وليسوا يعلمون أن لكل ذلك ثمناً قد يكون باهظاً جدّاً. يلج باولو كويلو بلا تمهيد عالم الطبقة فوق المخملية من مشاهير وأثرياء وأصحاب سلطة، ويداهمهم في أصعب اللحظات بلا أقنعة ولا رتوش. يرصد سلوكهم وتصرّفاتهم حيال محنة يتعرّضون لها، يدفع بهم إلينا كما هم عراة حفاة، وهم الذين يخطّطون لنا كيف نعيش وإلى أين نخطو، وكم ينبغي لنا أن ننفق من مالٍ وأعصاب وعمر! والحيّز الذي يحق لنا أن نشغله ومدى الأحلام التي يسمح لنا بها. وهم اللاعبون الذين لا يرون في الحياة إلا متعة الحياة، والذين برغم الضجيج والازدحام يقعون أسرى الوحدة والوحشة.
ومن مقتطفات هذه الرواية: "إن الروح تتعذب، وتتعذب كثيراً، عندما نجبرها على العيش على نحو سطحي، الروح تحب كل ما هو جميل وعميق". "لكل لون غايته، برغم أن الناس قد يعتقدون أنه يتم انتقاؤه عشوائياً فالأبيض يعنى الطهارة والكمال، الأسود يرهب، الأحمر يصدم ويشل، الأصفر يسترعي الانتباه، الأخضر يهدىء كل شيء ويعطي إشارة الانطلاق، الأزرق يسكن، البرتقالى يربك". "السلطة المطلقة تعنى عبودية مطلقة. وعندما تصل إلى هذا الحد، لا تعود تريد التخلى عن الأمر. فثمة دوماً جبل جديد يجب تسلقه. ويوجد دوما منافس يجب إقناعه أو سحقه". "إذا حققت الخطيئة شيئاً جيداً فهي فضيلة، وإذا تم نشر الفضيلة لتسبب الشر فهي خطيئة".