"الوسية" هي عمل روائي رائع، تعددت الآراء حول العمل حيث قيل إن الوسية رواية مكتملة العناصر الروائية، وإنها سيرة ذاتية، إنها مزج بين السيرة والرواية وأطلق عليها البعض الرواية السيرة، لكن في النهاية اجتمع الكل على أنها أفضل رواية عربية لسنة 1984، وأيضا أجمل السير الذاتية، حيث تعتبر من أدب الاعترافات الذى لا يعرفة الأدب العربى الحديث.
انقسمت الرواية إلى ثلاثة أجزاء؛ (الوسية) (الوارثون) و(السلطنة) وفي جزئها الأول الذي بين يدينا يقدم لنا الدكتور خليل حسن خليل صورة للمجتمع المصرى قبل عام 1952، حيث تبدأ الحكاية بالصبي خليل وهو عائد في غاية الفرح إلى منزله الريفي وذلك لحصوله على المركز الأول في الإبتدائية على مستوى الشرقية، فيفاجأ بإن اثاث منزله تم الحجز عليه وهنا يعرف خليل حقيقة الواقع ،وهو أن أباه الشيخ حسن قد أسرف في إقراض الناس دون الحصول على إيصالات تثبت حقه ،حتى آل به الحال إلى الفقر والأقتراض، وهنا تبدأ معاناة خليل في البداية يتعسر في إكمال دراسته لعدم امتلاكه المال الكافى ثم يذهب للعمل في الوسية حيث يلاقى الظلم والمهانة ومنها إلى الجيش وهكذا حتى ينجح في الجمع بين عمله في الجيش والدراسة، لكنّ حياته لم تكن لتهدأ وتستقر أبدًا....