"الواجب: مذكرات روبرت غيتس" هو مذكّرات رجلٍ من صنّاع القرار في الإدارة الأميركية. عاصر غيتس ستة رؤساء أميركيين، وهو يتبوّأ مناصب حساسة عدة، قرّر أن يفتح صندوق أسرار وزارة الدفاع وملفّات السي. آي. إيه، فأحدثت مذكّراته زلزالاً في البيت الأبيض، ودفعت من فيه إلى تحضير ردودهم عليها. ثاقبٌ في رؤيته، ساعد بوش الابن على إنهاء حربه في العراق، وكان صوتاً منبّهاً لأوباما، سلط الضوء على شخصيات مهمة ومباحثاتٍ حيوية، ونقل وقائع كارثية، وهو يتحدّث عن ديك تشيني، وهيلاري كلينتون، وجون بايدن، في ظلّ الرئيسين بوش وأوباما.
كما تطرّق بالتفصيل إلى السياسات التي كانت تدور خلف الأبواب المغلقة، حتى أنه أدخلنا إلى غرفة الأوضاع في البيت الأبيض إبّان الهجوم على ابن لادن. تناول غيتس من جوانب عدة الأوضاع في العالم العربي من مصر وفلسطين وصولاً إلى دول الخليج، وذهب أبعد من ذلك إلى إيران وأوروبا. وعبّر أيضاً عن تفانيه في حب العسكريين الأميركيين وقادتهم، ووُضع في مواجهاتٍ قاسية مع أهالي الضحايا وأبنائهم.
يقول غيتس: «يتناول هذا الكتاب أربع سنوات ونصفاً قضيتها في الحرب. وقد يدور بالأساس حول الحروب في العراق وأفغانستان، حيث تبددت الانتصارات الأولية في البلدين نتيجة أخطاء وقصر نظر والصراع في ساحة القتال والصراعات السياسية في واشنطن، وهو ما كان سبباَ في حملات طويلة ووحشية لتجنب التعرض لهزيمة استراتيجية». وقد شرح غيتس خبراته وآراءه في أربع حروب مختلفة هي: الحرب ضد «القاعدة» وبن لادن، الحرب السياسية اليومية مع الكونغرس عندما كان غيتس في منصبه، حرب سياسية ثانية، هذه المرة مع موظفي البيت الأبيض، ومن حين لآخر مع رئيسين، هما جورج بوش وباراك أوباما، حرب بيروقراطية مع وزارة الدفاع والخدمات العسكرية.