هذا الكتاب يعتبر صغيراً في الحجم إلا أنه كان وافياً ليغطي إجابات كافة الأسئلة المحورية التي يطرحها الكاتب عبد اللطيف الصديقي. ومن أبرز هذه الأسئلة التي يتطرق إليها في الكتاب هي: هل كان الدين مسألة أساسية ومهمة في فكر آينشتاين الفيزيائي الكبير؟ وهل كان آينشتاين متديناً بالمعنى الشائع لهذه الكلمة؟ بمعنى: هل كان ممارساّ للطقوس الدينية؟. وفي إجابة عن السؤال الأول قدم الصديقي العديد من المعطيات التي تظهر أن آينشتاين كانت له خلفية دينية عميقة، ولكن بالمعنى الخاص جداً، فإن آينشتاين يقول "أنا لست يهودياً بالمعنى الديني، ولكن هويتي الثقافية هي اليهودية" والجدير بالذكر أن والديه لم يكونا من المتدينين، حتى أن والده كان يعتقد أن الطقوس اليهودية ما هي إلا محض مخلفات المعتقدات القديمة، ومع ذلك لم يحرم آينشتاين ابنه من الدروس الخصوصية لتعلم الدين اليهودي إلى جانب الدروس الكاثوليكية، وهو ما يعمل على إيقاظ الشعور الديني لديه فيبقى مدركاً للواجبات والقواعد طوال حياته. كما أن تعرّفه على الديانتين سيمكّنه من إنشاء مقارناتٍ لإيجاد المشترك وترك المختلف. ويستحضر المؤلف قوله "هناك دين غُرس في كل طفل عن طريق آلة التعليم التقليدي، وهكذا توصلت - على الرغم من أنني ابن لأبوين غير متدينين (اليهودية) - إلى تدّين عميق مفرط". وفي إجابة أخرى للسؤال الآخر الذي طرحه المؤلف في كتابه عن ما إذا كان آينشتاين متديناً بالمعنى الشائع للكلمة، نجد أن آينشتاين لم يكن يمارس الطقوس الدينية، فلم يصلي الصلاة في الكنيسة أو في أي دار من دور العبادة، بل كان يحضر للمشاركة فقط في المناسبات الاجتماعية، إضافة إلى أنه كتب وصية بعد الموت يقول فيها أنه لا ينبغي أن يدفن على الطريقة اليهودية بل أن يُحرق وينثر رفاته، وهذا يعتبر دليلاً واضحاً على عدم اكتراثه بالطقوس الدينية. وحينما دخل أبناءه المدرسة، وذكرت أمامه مسألة التعليم الديني، كان جوابه أنه يمقت تعليم الأطفال شيئاً منافياً للتفكير العلمي.