يعدّ كتاب "المرايا" لنجيب محفوظ من أخطر الكتب التى ألفها بعد؛ فمن خلاله يستعرض ــ عبر خمس وخمسين شخصية ــ صورًا فنية تنبض بالحياة والروعة، مجموعة من اللقطات تعبر عن شخصيات حقيقية مع بعض التصرف عاشت فى حياة نجيب محفوظ الوظيفية والعامة، ويعكس من خلالها رؤيته لمجريات الأحداث فى مصر؛ سياسيا واجتماعيا وثقافيا، بالتحديد خلال تلك الفترة.
في هذه المرايا ستجد كل ما تبحث عنه من أنماط وأشكال ونماذج.. معرض بشري غاية فى الثراء وتشريح فى منتهى الذكاء لنماذج وأنماط من المثقفين المصريين، إذا تجولت فى هذا المعرض الزاخر فإنك سترى المثقف المثالى المتعالى، والواقعى الدنىء، ومدعى الثقافة، والانتهازى الرخيص، والمدعى المتسلق، وعديم الأخلاق، سيمر بك المثقف الفاسد والمتحول والاستغلالي، فقد استطاع محفوظ بعبقريته الفذة أن يستخلص تجريدات هذه الشخصيات، وأن يخرجها من إطارها المحدد باسم متعين وتاريخ مرجعي إلى نموذج إنساني عام، يمكن أن تقابله الآن، وتتعرف عليه وجهاً لوجه!