يستكشفُ هذا الكتاب تاريخ المُحَدِّثات من النساء خلال عشرة قرون، منذ ظهو الإسلام حتى مُستهلِّ العصر العُثماني (من القرن الأول إلى القرن العاشر الهجري). ويستمد الكتاب أهميته من نُدرة ما كُتِب عن المُحَدِّثات المسلِمات في التاريخ، بالإضافة إلى كونه أول دراسة تحليلية للمُحَدِّثات من النساء في التاريخ الإسلامي
رصدت أسماء سيِّد -في هذا الكتاب- التطورات التي طرأت على رواية النساء للحديث، ووضعتها في سياقاتها حسب تسلسلها الزمني. كما حلَّلت العوامل التاريخية التي شجَّعت أو ثبَّطت مشاركة المرأة في حقل رواية الحديث، وأماطت اللثام عن تلك العوامل التي شكَّلت إسهامات المرأة المسلِمة في مجال رواية الحديث
وفي غضون معالجتها لهذا الموضوع؛ نقَضَت أسماء سيِّد العديد من المُسلَّمات، وعلى رأسها ما يتعلَّق بتهميش المرأة المسلمة تاريخيًّا في مجال العلوم الدينية. كما امتدَّ نطاق تحليلها ليتقاطع مع سياقات تعليم المرأة المسلمة في عالمنا المعاصر، فضلًا عن تاريخ التَّربية في الإسلام، والتطورات التي طرأت على الشَّريعة الإسلامية والسلفيَّة السنيَّة. ومن ثمَّ يُعدُّ هذا العمل إسهامًا قيِّمًا في التاريخ الثقافي والاجتماعي للإسلام، ليس في سياق تاريخ العالم الإسلامي في عصور ما قبل الحداثة فحسب، بل وفي سياق العالم الإسلامي المُعاصر كذلك