المرأة التي كتبت التوراة - مُواسير سكليار
تأتي هذه الرواية بفكرة مشوقة وسؤال يتحدى التاريخ وخصوصاً تاريخ الديانة اليهودية، وهي ماذا لو كان مَنْ كتبَ التوراة امرأة؟ سيشكل هذا جدلاً واسعاً، وهي امرأة خارقة في زمانها إذا أنها تملك القدرةٌ على القراءة والكتابة، لكنَّها قبيحة الوجه، جسدها جيد لكن وجهها شديد القبح وهو ما أدى بها إلى خوض تلك الأحداث العجيبة، من هي؟ ومن أين جاءت؟ هي ابنةُ زعيم قبيلة، ينتهي بها المطاف لتكونَ بين حريم الملك سليمان، فتحبه وتقع في غرامه، لكن أين لها من الجمال لتجعله يحبها؟ وكيف سيتمكن ذكاؤها وقبحها في الوقت ذاته من مساعدتها في الوصول إلى ما تريد؟.
اقتباس من الرواية:
"لم يسمعني. كان يقترب ببطء، وعيناه تلتمعان بالرغبة. وها أنه، في خفّة عجيبة، يحاول إمساكي. دفعتُهُ عنّي، بلطف، ولكنْ، بحزم. أعاد الكرّة، فدفعتُه هذه المرّة دفعًا عنيفًا، أوقعه، فتدحرج على الأرض. أراد القيام، فاشتبكت رجلاه بردائه، فوقع مرّة أخرى. كان ذلك مضحِكًا، فلم أملك نفسي، وضحكتُ بملء فمي. ما أثار حفيظته، فنهض وهو لا يزال يترنّح، وصوّب نحوي إصبعًا مهدّدة:-
هذا يُضحككِ؟ هذا يضحككِ، أنتِ؟ تضحكين منّي، يا كلبة الصحراء؟ تضحكين؛ لأني أردتُ نكاحكِ، وهو شيء لن يُقدم عليه أحد أبدًا، لا سيّما سليمان؟ انظري إلى نفسكِ، يا امرأة. أنتِ بشعة! أنتِ وحش من الدمامة! ورغم ذلك، وإشفاقًا منّي، عرضتُ عليكِ اقتراحًا! وترفضين، يا غبية! ولكنكِ لن تخسري شيئًا بالانتظار."
من رواية المرأة التي كتبت التوراة لمواسير سكليار.
هذه الرواية هي للكاتب البرازيلي مواسير سكليار وهي حائزة أهم جائزة أدبية في البرازيل لعام 2000، وهي مترجمة إلى العربية عن اللغة البرتغالية وهي اللغة الرسمية في البرازيل، والكاتب سكليار هو كاتب وطبيب برازيلي من عائلة ذات أصول روسية يهودية هاجرت إلى البرازيل واستقرت فيها، وهو كاتب شهير فيها وحائز على عدة جوائزأدبية.