شكري عبد القادر الميدي، ليبي الجنسية، صاحب رواية "المكتباتي"، التي تعد أول عمل روائي له، صدرت عام ٢٠١٦م. وفي هذه الرواية بدا شكري الميدي مؤرخاً حقيقياً لتاريخ ليبيا، بما يؤشر على حقيقة مفادها أن الكتابة الروائية هي إعادة صياغة للتاريخ، أصدق من التاريخ نفسه.
يروي الكاتب روايته على لسان رجل مسن، يعمل أمين لإحدى المكتبات في بنغازي، حيث يقبع في مكتبة خاصة لا يرتادها إلا الأشباح، ولكنها تحوي كنوزاً من المعرفة والأسرار. تعتبر الرواية بمثابة رحلة ذاتية ضمن أزمان مختلفة داخل ليبيا وخارجها، حول شاب صحفي يحاول أن يكتب سبقاً صحفياً مع مسنٍ يحوي داخله تاريخاً معقداً، مزيج من السياسة والعشق، البحث في الماضي، تفاصيل هامشية من أجل صورة أوضح، محاولات تجاوز عائق النسيان، التساؤل عن قيمة اللحظات المستعادة، حوارات تلوح، غامضة وشخصية. وعندما ندخل إلى نص الرواية، فإننا نقرأ مادة ثقافية متنوعة حول تاريخ ليبيا، ونتلمس كيف تعاطى الراوي مع المكتباتي، بما فيه عملية استنهاضه لذاكرته الشخصية، إضافة لما تحتويه المكتبة من صور قديمة منشورة بالأبيض والأسود، والفيديوهات عن الأرشيف الاستعماري البريطاني، والمقالات التحليلية التي نشرت في الصحف آنذاك، وباللقطات التهكمية المنشورة ضمن البطاقات البريدية الفرنسية عن الحضارة الرومانية الجديدة داخل ليبيا المستعمرة.
بأحاديث الكبار في السن، يخلص الراوي أن الحياة الليبية لا تتغير كثيراً خلال الحروب، حيث إنها حياة رتيبة سرعان ما تعود لطبيعتها في حال تغيرت الظروف لسبب ما.