"المخططين" مجموعة يترأسها زعيم شاب، يتسرب أفرادها داخل إحدى المؤسسات (مؤسسة السعادة الكبرى) ويحكمون قبضتهم، حتى يعزلون رئيسها، ليتولى الثوري الشاب زعيم التخطيط سلطة إدارة المؤسسة، لتصبح (مؤسسة السعادة الحقيقية) فما تغيّر هو الاسم فقط. ويرى الزعيم أن المدير السابق ما هو إلا زعيم الانتهازيين، ومن الأفضل الإبقاء عليه بدلاً من تسريحه وإعادته إلى بيته. تبدأ المفارقة حينما يكتشف الزعيم الشاب أن هذا التخطيط الذي طال كل شيء، وأن اللونين الأبيض والأسود المعتمدين فقط لدى الجميع ليس هما كل شيء ــ الرمز هنا للفكر الواحد الذي ينفي التعدد والاختلاف.
تدورهذه المسرحية التي كتبها إدريس عام 1969 عن الأفكار الثورية المثالية، التي ما أن تتحقق على أرض الواقع حتى تبدأ آفة الديكتاتورية في الظهور، والقبض على كل شيء، حتى أن الحالم الثوري يصبح في النهاية أحد ضحايا هذه الآفة، من خلال لحظة فارقة تكمن في اكتشافه حقيقة ما كان ينتوي وما حدث بالفعل.
بعد أن كتب يوسف إدريس مسرحيته وقدمها للمسرح عرضت لمدة يوم واحد فقط، ثم تم إيقافها، فقد كانت تصوّر فكرة يوسف إدريس عن فترة حُكم عبد الناصر، وما أدت إليه من مأساة حزيران 1967.