"وغرقت في الذكرى، تركت الوطن وتغربت واستجبت ثانيةً لها، تذكرت المرأة التي جلست معي في مقهى أو مطعم أو في منتزه..كانت وفية في مواعيدها وإن كانت تتأخر دلالاًا ولكنني كنت واثقًا من أنّها ستأتي أكثر من وثوق الزوج بعودة زوجته...نادرًا ما أخلفت فتاتي موعدًأ.
تذكرت كيف جازفتت للقائها مرة..عدت إلى العاصمة من رحلة الجنوب وحيدًا وكان الطريق مملًا كما قالت، والعربة الفاخرة كئيبة وكأنّها حجرةٌ هربت منها العروسة، وبدت المدن الغريبة معادية واستطال الزمن والتف حول روحي كالأفعوان...ولكني عدت وحيدًا
لا لم أكن وحيدًأ..."
"المخاض" هي لوحة شاملة لمرحلة ما بعد 58 بكل ما تحويه من أبعاد سياسية ووطنية مختلفة، حيث تناقش التطورات التي حصلت في المجتمع العراقي أواخر الخمسينيات عند انتقال المجتمع من بغداد العهد الملكي الى بغداد العصر الجمهوري.
كما تحاول الرواية أن تعكس أزمات وهموم الإنسان العراقي محاولةً تسليط الضوء على وجهات النظر المختلفة التي كانت مطروحة في تلك الفترة من تاريخ العراق السياسي والاجتماعي.