"رواية المارق وعلى الرَّغم من سوداويتها وكثرة الحزن الواقعيّ فيها، إلّا أنّها ستُعيد إلى ذهنك وقعَ قوّة اللغة العربية بتراكيبها ومُفرداتها الجزلة وستغالبك ابتسامةً ودمعة في نهايتها.
بطل هذه الرواية هو بطلٌ من هذا الزمان، يتسلَّل إلى حصون "داعش" ويبدأ بتفكيكها أمامك؛ لتصلك الفكرة كاملة ببساطةٍ متناهية لا تمسُّ بشيءٍ من حقيقتها عن طريق بعض الأحداث المتفرِّقة، التي يربط بينها الكاتب بخيط الخبير فلا نملك أمام جرأته سوى الوقوف و التصفيق..
تنقلك الصفحات بخفّة إلى سوريا الحبيبة لتعيش فرحها المتسلِّل من بين مآسيها الكثيرة، تقف بين صفوف الفرَقِ المُتناحرة، تستمِعُ إلى "الشيخ مصطفى" مُجادلًا "أبو قتادة" وأتباعه، ثمَ تجدَ نفسكَ فجأةً تنتقل إلى مصر وبالتحديد إلى ميدان رابعة ليلةَ فضّ اعتصامها الأعظم.
المارق هي رواية الجيل الذي عاصرَ هذه الأحداث وتغلغل في داخلها بل وصنعها مُعظم الأحيان