غالباً ما يحب أورهان بماموق استخدام الألوان في عناوين كتبه، فيستخدم الأحمر مرتين والأبيض وهنا الأسود، ولذلك دلالات أدبية كثيرة تظهر في كل رواية على حدة، عندما يخوض المرء في الرواية نفسها ويعرف ما يعنيه الكاتب بذلك اللون بالذات.
يقول أورهان باموق عن هذه الرواية أنه وجد فيها صوته السردي المميز الخاص به، وتأتي أحداث رواية «الكتاب الأسود» في زمن السبعينيات بمدينة إسطنبول وذلك قبل الانقلاب العسكري في تركيا عام 1980، بشخصية (غالب) الذي يشتغل في مكتب للمُحاماة، والذي تتركه زوجته (رؤيا) فجأة وتترك له رسالة على شكل لغز من تسع عشرة كلمة، بعد فترة يشك بأنها مُختبئة في شقة سرية مع أخيها نصف الشقيق (جلال صاليك) الصحفي الشهير، فيقرر غالب أن يبحث عنها وعن جلال المُختفي أيضًا في مختلف زوايا المدينة الكالحة والحزينة إسطنبول، وكعادة باموق يشكل الواقع السياسي خلفية الرواية والمشهد الذي تتحرك فيه الشخصيات طوال الرواية.
يتميز سرد أورهان باموق بالطول والتفاصيل الغنية، فينتقل إلى المناطق ويصفها ويحلل الشخصيات ويميزها بطابعها الخاص، فتصبح رواياته عبارة عن عالم كامل بتفاصيله وحياته الخاصة، وأورهان باموق هو كاتب تركي من مواليد اسطنبول في عام 1952، وقد نشأ في أسرة كبيرة تشبه الأسر التي يصفها في رواياته، كان يحلم أن يصبح رساماً محترفاً ثم معمارياً لكنه ترك الجامعة، ثم درس الصحافة وتخرج إلى أن قرر أنه سيصبح روائياً في عمر الثالثة والعشرين، وقد حاز على النجاح منذ روايته الأولى (جودت بك وأبناؤه)، ثم (المنزل الهاديء) و(القلعة البيضاء) ، و(الكتاب الأسود)، و(اسمي أحمر)، وقد حاز على جائزة نوبل للأدب في عام 2006.