رواية "الخروج إلى الهواء الطلق" لمؤلفها "جورج أورويل"، رواية يتأرجح عبرها جورج أورويل ما بين الطفولة والكِبر، وما بين كذبة بريئة وأخرى فتاكة، حيث يخوض أورويل صراعاً محاولاً الكشف عن لغز الطفولة، عائداً إلى عوالمها كملاذ من عالم بربري لا يعرف إلا لغة واحدة هي القتل والدمار، فهناك فردوس اسمه الطفولة، مداره اللعب والمغامرات. ولكن هذه الطفولة تفتح أعينها في النهاية على عالم لا قيمة فيه إلا للربح على حساب الآخرين، وللأنانية والجشع، وتدمير البيئة، فهذا هو العالم الذي تفرضه السياسة والسياسيون على الجنس البشري.
في هذه الرواية يزدري أورويل من السياسة ولغتها المصممة على تقديم الأكاذيب، على أنها الصدق وتبرير الجريمة وتصوير ما هو مزيّف على أنه الحقيقة. وتكتسب رواية "الخروج الى الهواء الطلق" أهمية خاصة بين روايات أورويل الأخرى المهمة مثل مزرعة الحيوان و1984، وذلك لكونها رواية مادتها الواقع المعاش وليس عالم الأفكار والتصورات المسبقة.
وسيعود القارئ مع الروائي الكبير جورج أورويل في هذه الرواية الى عوالم سحرية غير قائمة على أية أسس يوتوبية أو إيديولوجية، إنه عالم السحر، عالم البدايات وتفتح الوعي، العالم الذي يفلت ويهرب عابراً وينأى حين نفتح أعيننا على خراب العالم الذي تسببه سياساته. وتعكس الرواية أنه كيف لعالم مليء بالأحلام، أن يتحول إلى حلبة صراع تحوي كل هذا الكم من الموت والخوف والظلم. ويعالج جورج أورويل في هذه الرواية الدكتاتورية والظلم واللا عدل، وكيف أننا نمضي معتقدين ومصدقين كذبة السلام والمستقبل ذي الأنوار، لتباغتنا العتمة من كل جانب.
وتعتبر هذه الرواية، رواية واقعية يقذف من خلالها الكاتب مجدداً تساؤلاته حول السلطة والفرد والمجتمع.