ماذا لو فاز فريق كرة قدم عربي بكأس العالم؟
ماذا سيحدث بناء على ذلك؟ وما هي تداعيات حدث كهذا؟
هذا ما يذهب إليه خيال الكاتب أسامة علام، فيتخيل واقعاً بديلاً سحرياً وعجيباً ويحيك رواية من خيوط تتجمع لتصنع عالماً كاملاً، يبدأ بفوز فريق كرة قدم عربي بكاس العالم أمام منافسه فريق الولايات المتحدة الأمريكية، يفرح العرب في كل مكان وتنتشر الاحتفالات ومنها احتفالات الحي العربي في كندا، لكن الأفراح تنقلب إلى أعمال شغب ومشاكل وعنف، ثم تتصاعد المشاكل والأحداث على نحو كبير، فتقوم الحكومة باقامة سور يفصل الحي العربي عن باقي البلاد، ويتم اعلان الحي العربي كدولة مستقلة بذاتها، وهنا تنطلق شخصية رحمن زعبوط، من مجرد صاحب مقهى إلى رئيس دول الحي العربي.
تتناول الرواية مسألة الغربة، وتأثيراتها على العرب في الخارج، فمنهم من يشعرون بالحنين الشديد إلى بلادهم ويريدون العودة ولا يريدون العودة في الوقت نفسه، بينما أولادهم وأحفادهم مصابون بضياع الهوية بين بلادهم الأصلية التي لم يعرفوها حقاً وبين البلاد التي يعيشون فيها ويعرفونها حق المعرفة.
يأتي اسلوب الكاتب متنوعاً فيتناول شخصيات متناقضة مثلما هي في الواقع، فيأخذها في رحلة روائية، وتتعرض لأحداث متنوعة منها المضحك ومنها المبكي، ومنها ما هو معقول وغير معقول، فتتداخل كلها في حبكة روائية مميزة وسرد لتفاصيل تلك الحياة وعلاقات الشخصيات ببعضها البعض، وهناك الخوف والسحر والحب والتضحية.
صدرت هذه الرواية حديثاً في عام 2019م عن دار الشروق، والكاتب أسامة علام هو مصري كندي وهو يحمل شهادة الدكتوراة من جامعة مونتريال، ويعشق الكتابة وله عدة مؤلفات منها أربع روايات ومجموعة قصصية واحدة.