يركّز كتاب «الحصار.. ترامب تحت القصف» للكاتب مايكل وولف، على موجة التوترات أثناء تحقيق المستشار الخاص روبرت مولر في الصلات المزعومة بين مسؤولين روس وحملة ترامب الرئاسية. بقي ترامب هو ترامب، مكشوفاً تماماً أو تستره ورقة تين وحيدة. بقي بعد الرهان على سقوطه في الجولة الثانية، وبعد اتهامه بجنون العظمة والجهل السياسي والجغرافي والمزاجية القاتلة وردود الفعال المتسرِّعة والقرارات الانفعالية في القضايا المصيرية.
وها هو الكاتب، الذي حصد نجاحاً هائلاً في كتابه الأول عن ترامب "نار وغضب"، يواصل، مزوّداً بمئة وخمسين مصدراَ من كبار الشخصيات في الإدارة الأميركية وخارجها، الكشف عمّا دار في دهاليز البيت الأبيض مؤخّراً، والإمعان في شخصية ترامب، وعلاقاته بموظّفيه، ومواقفه من الدول الصديقة والعدوّة، وروابطه الملتبسة بوسائل الإعلام، وتغريداته المفاجئة على موقع تويتر، ومخططات ابنته وصهره على المدى البعيد، ودخول ابنه اللعبة السياسية، وجعبة بانون العائد من جديد بآراء ومواقف مغايرة، رغم صدمة إقالته، ولعبة شد الحبال بين ترامب والمحقّق روبرت مولر، والاختلاف على مدى صلاحيات الرئيس في الإقالة والتعيين ومنح العفو، والحرج الملحوظ في قضية اختفاء الصحفي جمال خاشقجي.
سردٌ رائع، وتقارير لا تقل روعة عما يحدث في الخطوط الأمامية، حيث يقدم "الحصار" صورة مقلقة لا تُمحى عن رئيس لا مثيل له، حيث يعد ترامب جحيماّ محموماً يلتهم نفسه بنفسه، وهو الرئيس الأكثر إثارة للانقسام في التاريخ الأمريكي، يحيط به أعداء كثيرون، لكنه غافل عن الخطر الذي يحدق به. يستند هذا الكتاب إلى أكثر من 150 «مصدراً» تحدث معهم وولف، بالرغم من رفض الناشر الإفصاح عما إذا كانوا من الموجودين في الإدارة الحالية أم لا.