"الحرافيش" ليست مجرَّد رواية بل هي ملحمةٌ نسجها نجيب محفوظ عام 1977 لتكون دلالةً أخرى على عبقريته الخالدة.
تحكي الرواية عشرة قصص مترابطة لأجيال عائلة واحدة سكنت حارةً مصرية لم تحدَّد بالمكان أو الزمان
لتصبح فيما بعد مرثية حكاياتنا جميعًا حين تشيخ الأوجاع وتُهزم الآمال وسط عالم يتسربل بالبؤس والّدم والظلّ غصّة إثر غصّة، هي نحن حرافيش هذا الزّمان المسكونون بالأناشيد الغامضة، القابضون على أهداب الرؤية.... هي حكايتنا جميعا مع الذات والوطن والاله، هي حلم العدل والكرامة والطمأنينة.
هذا ما يحدث عندما يتماهى السّرد مع معادلة الخلق...تتكوّن الملحمة....وقد فعلها نجيب محفوظ في رائعته لكن كيف فعلها؟ كيف جعلنا هامش والزّمن هو المتن؟ أم أنّ هذه هي كلّ الحكاية؟ كيف أضحت الحارة رمزا يعادل العالم؟
كيف اختزلنا جميعا بنماذج تتكرر عبر الزّمن؟ وعرف تمامًا كيف يرسم المصائر، متى يخلق الشخصية ومتى يميتها؟