"بينما تهيم روح والدتي بين اللاذقية وحلب، لمحتُ تلك الروح التي تلبّسها الهجران طوال حياتها، لمحتْ والدي يحدّثها: ليلاً فتحوا الزنازين، طلبوا منّا أن نرفع قمصاننا ونغطي رؤوسنا، جمعونا إلى جنزير واحدٍ، راح أحدهم يجرنا من المقدمة وآخر يركلنا من الخلف"
بين زمنين تتحرك رواية الهجران، زمن الأب الذي سُجن وقُتل بسبب معارضته، وزمن اللاذقية الجديدة، لاذقية جيل جديد عاش عنفاً مختلفاً يحاول أن يخرج منه عن طريق الحب.
بلغة محمّلة بالإشارات يدخل سومر شحادة في عمق الجانب النفسي والإنساني لعائلتين تعيشان عنف الحرب، وشابّين يحاولان اكتشاف الشغف والحب في حياتَيْهما. فنرى من جهة تساؤلات حول التضحية وما تتركه من انكسارات، ومن جهة أخرى شغف الحياة والحب الذي يسمح تلك الانكسارات.
استمع الآن.