يدور الكتاب حول الأسرة الهاشمية، وطموحاتها في مملكة عربية تمتد حدودها إلى جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية. بدءًا من الشريف حسين، الذي توَّج نفسه ملكًا على الحجاز عام 1916، وصراعه مع آل سعود ليحافظ على حكمه. ثم أبناءه، فيصل الذي ذهب للجميع وقدم الكثير ليحصل على حكم سوريا وانتهى به الأمر ملكًا على العراق، وعبد الله الذي فاز في نهاية الأمر بمملكة الأردن.
يكشف لنا المؤلف الشبهات التي أحاطت بتلك الطموحات، والاتفاقيات أسهمت بشكل كبير للغاية في تشكيل مستقبل الشرق الأوسط الذي نراه الآن. بدءًا من التشجيع البريطاني للثورة العربية ضد الإمبراطورية العثمانية، والذي ظنه الجميع حينها اعترافًا من بريطانيا بحق العرب في الاستقلال، لكن في هذا الكتاب، يكشف لنا روبرت ماكنمارا كيف قام البريطانيون بتحضير شرفاء مكة الهاشميون خلال الحرب العالمية الأولى لكي يصبحوا البديل الأمثل للسلطان العثماني، والذي مارس دوره كخليفة وأعلن الجهاد ضد قوات الحلفاء عندما انضمت القوات التركية إلى دول المركز. كان الهدف هو تحويل شريف مكة من مجرد قائد لجزيرة عربية متحدة ومستقلة إلى قائد للشرق الأوسط، أي بديلًا للسلطان العثماني.
في الوقت نفسه، تسببت اتفاقية سايكس بيكو في تقسيم الشرق الأوسط بين بريطانيا وفرنسا، فتسبب الشعور بالخيانة الذي انتاب العرب بتغيير نظرة القوميين العرب للغرب من وقتها.