"وعلى جانبي الطريق رأيت البشر يذبحون البشر، وكانت نتيجة مذبحتهم أعظم من مذبحة أي طاعون من أفعال الآلهة الشريرة.
وثارت المدن وروُدمت منازلها بالتراب، وعادة الصحراء مجددا إلى طبيعتها، لتغطي وتخفي آخر أثر لهؤلاء الذين قد أقلقوا سكينتها.
وما زال البشر يذبحون البشر...
حتى وصلت إلى زمن لم يعد البشر يضعون فيه نيرهم على الوحوش، ولكن يتخذون وحوشا من حديد.
وبعدها رأيت البشر يذبحون البشر بالضباب.
وبعدها، لأن الذبح قد فاق رغبتهم، حل السلام على العالم بأيدي الذابحين ، وتوقف البشر بعدها عن ذبح البشر...ثم تزايدت أعداد المدن، وغلبت الصحراء، وقهرت سكينتها"
يُعَدُّ كتاب "آلهة بيجانا" الذي صدر سنة 1905 من العلامات الفارقة في الأدب الإنجليزي وأدب الفانتازيا على وجهِ الخصوص؛ فلورد دونساني هو أولُ كاتبٍ يبتكر مجمع آلهة بالكامل من خياله، بأساطير الخلق وجغرافيا العالم وحكاياته الأسطورية، ويتحدث عن أثر هؤلاء الآلهة على البشر وحياتهم في هذا العالم الخيالي الأسطوري.