لم يكن دستويفسكي عالماً نفسياً، لكنه تمكن من الغوص إلى أعماق أعماقنا، فتعرف إلى أفكارنا التي كثيراً ما كنا نرغب ألا يتعرف أحد إليها فجعلنا محرجين ليس أمام الآخرين وحسب بل وحتى أمام أنفسنا..
وتعدّ "الجريمة والعقاب" أشهر ما كتب فهي رواية مبنية على أساس الصراع الداخلي عند الإنسان وخاصةً الرغبة في التعبير عن النفس وإثباتها في مواجهة الأخلاقيات والقوانين التي أوجدها البشر، فمنذ البداية نلحظ رغبة راسكولنيكوف التي هي ضد إرادته في ارتكاب جريمة مزدوجة... منذ تلك اللحظه ونحن نشاركه صراعه الداخلي القائم على الإعتزاز بنفسه والاشمئزاز منها في الوقت ذاته فأيهما يتبع؟ فصرنا أسرى هذا الصراع حتى انغمسنا كلياً في مشاعر البطل وأفعاله وتحولنا إلى راسكولنيكوف ثان وكدنا نرتكب الجريمة معه...
"الجريمة والعقاب" ملحمةٌ فنية تتمحور حول جريمة قتل الشاب الجامعي الموهوب راسكولينكوف للمرابية العجوز وشقيقتها والدوافع النفسية والأخلاقية للجريمة.