يتناول شارل بودلير في هذا الكتاب العلاقة الممكنة بين استعمال المخدّرات والإبداع الشعري متطرقاً إلى تجارب إبداعية أوروبية عديدة، مرتبطة بشكل أو بآخر بالتوظيفات الإبداعية للحشيش والأفيون في الشعر والسرد والموسيقى، مازجاً بين لغة علميّة أساسها البحث التاريخي والملاحظة المباشرة؛ وأسلوب شعري يخلّص هذا الكتاب من طابعه البحثي ويجعله واحداً من الكتب التي يمكن أن نفهم من خلالها الخلفيات الفكرية والجمالية التي ستحدد بعض ملامح الكتابة الشعرية لديه لاحقاً. تتمحور فكرة الكتاب حول بهو سري في "نادي الحشّاشين" يجتمع فيه الأدباء لإستهلاك "الحشيش " ومواد مخدرة مختلفة. كما احتوى هذا الكتاب على اعترافات آكل أفيون إنجليزي. وقد قام بودلير بوضع تنبيه في كتابه حيث قال: "يجب على الناس وعلى الجَهَلَة الذين لديهم فضول التعرّف على ملذّات استثنائية، أن يعرفوا أنهم لن يجدوا في الحشيش أي شيء خارق، أي شيء مطلقاً سوى الطبيعة في صيغتها المضاعفة والمفرطة. لقد تجهّزت الآن بما يكفي لرحلة طويلة ومميّزة. دقّ الجرس، واتخذ الشراع وجهته، بينما لديك مقارنة ببقية المسافرين امتياز أنك لا تعرف إلى أين تذهب." كتاب بالتأكيد سوف يصيبك بالفضول للاطّلاع عليه .