لم تتحقق الدولة الإسلامية بصورتها المثلى في عهد أيٍّ من عهود الخلفاء والحكام مثلما تحققت في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطابةرضي الله عنه الذي جمع بين النزاهة والحزم، والرحمة والعدل، والهيبة والتواضع، والشدة والزهد.
ونجح الفاروق في سنوات خلافته العشر في أن يؤسس أقوى إمبراطورية عرفها التاريخ، فقامت دولة الإسلام بعد سقوط إمبراطورتي لفرس والروم ، لتمتد من بلاد فارس وحدود الصين شرقًا إلى مصر وإفريقيا غربًا، ومن بحر قزوين شمالا إلى السودان واليمن جنوبًا.
لقد استطاع عمر أن يقهر هاتين الإمبراطوريتين بهؤلاء العرب الذين كانوا إلى عهد قريب قبائل بدوية، يدبُّ بينها الشقاق، وتثور الحروب لأوهى الأسباب، تحرِّكها العصبية القبلية، وتعميها عادات الجاهلية وأعرافها البائدة.
في هذا الكتاب يقدّم لنا الأديب والمؤرّخ عبد الرحمن الشرقاوي سيرة عمر بن الخطاب بأسلوب قصصي مشوّق.