ماذا تفعل المرأة لإثبات نفسها في ظل تحكّم الواقع الذكوري بها؟ وماذا تفعل في ظل هيمنة ثقافة عربية ذكورية؟
كانت المرأة في الثقافة العربية من سقط المتاع، توهب وتُعطى وتمنح. كان العربي يئد ابنته ويضعها بكل اطمئنان في حفرة مظلمة، ثم تنفض هي بكل حب التراب عن لحيته، قبل أن يمضي إلى بيته من دونها. إنها معركة مضحكة، للذين يتابعونها من الخارج، ومضحكة أيضاً لمجتمعنا في حال قرأها أبناؤنا وأحفادنا بعد سنوات... ستكون قصةً مسلّية تبدأ بـ(كان يا ما كان في قديم الزمان) بهذه الخطوط المتوجسة يطرح الكتاب قضية المرأة بهمومها وشجونها ويتنقل بك بين الموضوعات كل الموضوعات التي تفيض بها السجالات، مرة بأسلوب متهكم وساخر، بل وساخط على السائد، ومرةً بأسلوب قلق من عمق الجراحات المتروكة في جسد المفاهيم الخاطئة؛ وفي حمأة كل ذلك، نلمح - بين السطور- ظلاً أنيساً وساحراً لمخلوق رائع اسمه ... المرأة.