واحدٌ من أمتع كتب السيرة فهو يتحدَّث عن حياة الدكتورة "توحيدة عبدالرحمن" والتي تُعتبر أول طبيبة تمَّ تعيينها في الحكومة المصرية عام 1933.
يدخل بنا هذا الكتاب إلى بيت الدكتورة لنتعرَّف على عائلتها وطفولتها وكيف درست في أول مدرسة حكومية للبنات وكيف تمَّ ابتعاثها لدراسة الطبّ في بريطانيا في عهد الملك فؤاد الأول وسبب نجاحها على الرَّغم من نظرة المجتمع والنّاس في ذلك الوقت للفتاة وتعليمها فكيف بسفرها لوحدها.
يتحدَّث الكتاب بعذوبة عن علاقة الدكتورة توحيدة بوالديها ودعمهما لها والوقوف إلى جانبها وكيف أهداها والدها بعد تخرّجها عيادة مجهّزة بأحدث الأدوات الطبية وأفخم الأثاث في أرقى أحياء مصر لكنّها اعتذرت ورفضتها حيث كان هدفها معالجة الفقراء.
حكاية الدكتورة حكايةٌ ملهمة تبيذن لنا انَّ اختيار النجاح هو قمّة العطاء وبأنَّ الأحلام لا تتحقق والأسماء لا يحفظها التاريخ إلّا بالإصرار والمثابرة.