الجدة فاطمة، العجوز التي شهدت نوائب الدهر والأيام والحياة الموت، أرملة صلاح الدين الطبيب الملحد، تعيش في عزلتها ووحدها في بيتها الريفي في قرية بعيدة، أيامها بطيئة ومتماثلة، يتغير كل سنة شيء واحد وهو زيارة الأحفاد الثلاثة لبيتها، فاطمة امرأة عنيدة ترفض النسيان، تذكر الحوادث والأشخاص بكل تفاصيلهم، تزور قبر زوجها وتذكره بما كانت تقوله له، تذكره بأنه مات ملحداً ولم يتفوه بالتوبة قبل وفاته، تبحث عن ماضيها في صندوق مجوهراتها الفارغ التي ضاعت كما ضاعت الأحلام والأمنيات، يخدمها قزم اسمه رجب، وهو ابن زوجها من علاقة غير شرعية، تكرهه فاطمة لكنها تعتمد عليه في خدمتها وحياتها، يزورها أحفادها الثلاثة، نيلفون وفاروق ومتين، فتمضي الأحداث وتظهر الذكريات ويتقاطع المستقبل مع الماضي.
وكعادة كل روايات باموق، يسير الحدث السياسي متوازياً مع الشخصيات، فيصف حال تركيا الحديثة وصراع الأجيال وصراعات الهوية بين الشرق وبين الأوروبية، صراع الشخصيات كل مع ذاته ومع غيره، وكلها تشرف عليها الجدة فتدور حولها الرواية وحول بيتها البيت الصامت حتى وصول الأحفاد.
يتميز سرد أورهان باموق بالطول والتفاصيل الغنية، فينتقل إلى المناطق ويصفها ويحلل الشخصيات ويميزها بطابعها الخاص، فتصبح رواياته عبارة عن عالم كامل بتفاصيله وحياته الخاصة، وأورهان باموق هو كاتب تركي من مواليد اسطنبول في عام 1952، وقد نشأ في أسرة كبيرة تشبه الأسر التي يصفها في رواياته، كان يحلم أن يصبح رساماً محترفاً ثم معمارياً لكنه ترك الجامعة، ثم درس الصحافة وتخرج إلى أن قرر أنه سيصبح روائياً في عمر الثالثة والعشرين، وقد حاز على النجاح منذ روايته الأولى (جودت بك وأبناؤه)، ثم (المنزل الهاديء) و(القلعة البيضاء) ، و(الكتاب الأسود)، و(اسمي أحمر)، وقد حاز على جائزة نوبل للأدب في عام 2006.