لأسباب كثيرة، تعد رواية "البيضاء" عملاً فريدًا، ليس بين روايات يوسف إدريس فحسب، ولكن ربما بين إنتاجه الأدبي كله!!
لكن على الرَّغم من ذلك فقد تلقاها النقاد بالهجوم والسخط، ربمّا لأنها تناقش قضيةً حيوية وأزلية لا تنتهي وهي علاقة الشرق بالغرب لكن هنا بشكلٍ مغاير وأكثر جرأة مما اعتدنا عليه في الروايات العربية...
بطل الرواية "يحيى مصطفى طه" هو طبيبٌ شاب وصحفي موهوب ينتمي إلى أحد الأحزاب السياسية ويتعرَّف إلى فتاتين من أصول غربية ليتساءل بينه وبين نفسه حول إمكانية أن يحب إحداهما لتبدأ القصّة الشائكة ذات الأبعاد الكثيرة، وفي مقدمتها يقول يوسف إدريس:
" حيرتني هذه القصة....
كتبتها في صيف عام 1955 ونشرت بعضها تباعًا في جريدة الجمهورية عام 1960.
وأخيرًا قررت نشرها هذا العام، فوإن كان بطلها هو "يحيى" إلا أنها وثيقة حية لفترة خطيرة من فترات الحياة في بلادنا، فترة لا أعتقد أن أحدًا تناولها.
إن كانت تقليدية الشكل والطريقة، فالشكل مهما كان لا يتعدى دوره كشكل،والحقيقة تبقى حقيقة رغم أية طريقة تروى بها...
وإني لشديد الاعتزاز بهذا الجزء من عمري وعمر بلادي"