مشكلتي الأولى مع زوجتي هي إيمانها الذي لم يتزعزع، منذ وعت الدنيا حتى الآن، بأنني، ذات يوم، سأقوم بانقلاب عسكري، وأصبح رئيساً مُنتخباً مدى الحياة للجمهورية العربية السورية. في أيام خطوبتنا حاولتُ إزالة هذه الفكرة المقززة من رأسها إذ كانت تنغّص عليّ، آنذاك، حتى أصابعها حين تعبث بشعري. إلاّ أن الفترة العاصفة الأولى من حبّي لها جعلتني، شيئاً فشيئاً، أراهن على أن عيشها معي سوف ينتزع حتماً هذا الوهم من رأسها، فأنا، في واقع الأمر، لا يمكن أن أوحي لأحدٍ أياً كان، لا من سلوكي ولا من دخلي الشخصيّ المنظور ولا من طبيعة علاقتي مع العالم، بمسوّغٍ واحدٍ لهراءٍ من هذا النوع. لكنْ تأكّد لي، مع مرور الوقت، أنني لا أجني إلا جرحَ مشاعرها ووجعَ رأسي في كل مرة أعبّر فيها عن ضيقي الشديد من مستقبلي الخانق الذي أصبحتْ تحاصرني به في عيشنا المشترك.