طه حسين أديب ومفكر مصري، يُعد علماً من أعلام التنوير والحركة الأدبية الحديثة، امتلك بصيرة نافذة وإنْ حُرِم البصر، وقاد مشروعاً فكرياً شاملاً، استحق به لقب «عميد الأدب العربي»، وتحمّل في سبيله أشكالاً من النقد والمُصادرة.
"الأيام" يحكي عن أيام أتت وولّت على طه حسين، يسردها في صفحات هذا الكتاب، ليقص بها قصة حياته، طفولته في قريته وشقاوته مع شيخه ثم الانتقال إلى أعمدة الأزهر، حيث كان أمل والده أن يراه عالماً يعتكف على إحدى تلك الأعمدة يدرّس فيها طلابه. وتعتبر هذه السيرة الذاتية، سيرة حيادية وموضوعية، فكان كلام طه حسين فيها متواضعاً ومعترفاً بأخطائه وصبره على مطبات الحياة.
يتكون هذا الكتاب من ثلاثة أجزاء تتضمن عشرين فصلاً. يتحدث طه حسين في الجزء الأول عن طفولته وما حملته من مشقة، ويحدثنا عن الريف المصري بما اتسم به من جهل مطبق، وما فيه من عادات حسنة وسيئة في تلك الفترة. أما الجزء الثاني فيحكي فيه عن المرحلة التي امتدت بين دخوله الأزهر وتمرده المستمر على مناهج الأزهر وشيوخه ونقده الدائم لهم وحتى التحاقه بالجامعة الأهلية. وفي الجزء الثالث والأخير يتطرق طه حسين إلى الدراسة في الجامعة الأهلية، ثم سفره إلى فرنسا وحصوله على الليسانس والدكتوراة ودبلوم الدراسات العليا ثم عودته إلى مصر أستاذاً في الجامعة.
يهدف عميد الأدب العربي من كتابه هذا أن يضع مثالاً للشباب ليهتدوا به حيث أراد من الكتاب: الحنين إلى الطفولة السعيدة، الرغبة في تقديم مثال ليحتذى به الشباب، الرغبة في مراجعه الذات والتاريخ، والرغبة في تحدي الحاضر والانتقام منه.