جاء هذا الكتاب مع بداية القرن الحادي والعشرين ومع نوايا إسرائيل العدوانية المدعمة من الولايات المتحدة الأميركيةحيث يبدو أن "العربي" أصبح هو "التائه"، وهو صدى بالمقلوب لتعبير شاع قبل ذلك قروناً عن "اليهودي التائه". وفي قرن سبق، وهو القرن العشرون، فإن ذلك اليهودي التائه وجد لنفسه مكاناً حطّ فيه رحله، وحصّن موقعه، وفي نفس الوقت فإن "العربي" اختلطت عليه الأمور، وبدا وكأنه ضيّع عالمه وفيه تراثه ومستقبله، ثم أنه ارتحل بحاضره وتائهاً بين الحقيقة والوهم، وبين الرؤية والسراب، وبين الحلم والعجز.هكذا بدأ القرن واليهودي أصبح راسخاً متجذراً في القلب العربي"فلسطين" بينما العربي ذو الطبيعةو التاريخ والأصل والماضي والحاضر أصبح تائهاً شارداً.قد يعرف من أين؟لكن لا يعرف إلى أين؟لكن هل كان هيكل مسرفاً في قلقه اتجاه مصير العربي وحاله؟ أم أنه وعلى ضوء استقراء متزامن مع اجتياح شارون لفلسطين، والأبعد أنه اجتياح وامتهان للأمة العربية بالكامل.
في الفصل الثاني وتحت عنوان " وقفة مع الصديق الأمريكي " يتحدث هيكل عن التقليد المستحدث ورحلة الحج التي يقوم بها القادة العرب إلى أمريكا سنوياً مع حلول بشائر الربيع للتشاور مع الصديق الأمريكي، في عام مفصلي انتصر فيه اليمين المتطرف في أمريكا وإسرائيل .