كان عمر "زهرة البستان" ستُّ سنوات عندما رأتها عيناي آخر مرة قبل خروجي في رحلتي الأخيرة مع جمالي الثمانين من بغداد إلى البصرة أيام الخليفة هارون الرشيد...
سألتني والدموع تملأ عينيها: لا تنس هذه المرة أن تحضر لي ثمرةً من شجر الواق واق...
لست أدري من الذي حكى لها حكاية الشجرة التي لها ثمارٌ تشبه رؤوس البشر ووجوههم وأنّها توجد في بلاد الهند التي يمتليءُ ميناء البصرة بالبضائع القادمة منها.
عندئذٍ تتدخل والدتها بحزم كأنّها تنذرني أنا: سيعود والدك ومعه أثمن من تلك الثمار التي تحلمين بها وأكثر فائدة...سيرجع وكلّ جمل من جماله محملٌ بالذهب.
أتأمل وجه وردة زوجتي بكثيرٍ من القلق..تطلعاتها تنغّص حياتي..مهما أحضرت لها من ثيابٍ وعطور لا يعجبها..تريد أن أغرقها بالذهب والألماس...تكفهر ملامح وجهي أمام عجزي عن إرضائها فتندفع ابنتي زهرة تحيط عنقي بذراعيها الصغيرتين...تمسح بيديها على وجهي..
لكنّ هذا كله انتهى..أنا الآن شحاذٌ وأعمى!!
ما هي حكاية التاجر"بابا عبدالله" وكيف انقلب حاله إلى هذه الحال؟ وهل سيعود إلى ما كان عليه؟!
"الأعمى وكنز الصحراء" واحدة من إصدارات المكتبة الخضراء الشيقة والممتعة، المستوحاة من التراث العالمي و المستلهمة من ثقافات شعوب الأرض بحضاراتهم الغنية المتنوعة و الحافلة بالعبر و المواعظ النبيلة و السامية الموجهة إلى الأطفال.