هذا الكتاب ليس مجموعة للمقالات والخطب والتصريحات التي نشرها ألبرت أينشتاين.. بل هو بالأحرى نخبة منقاة محددة المعنى: إنه رسم الصورة الحقيقية لهذه الشخصية التي تجد نفسها اليوم على الرغم من نيتها السليمة ملقاة في دوامة الأهواء السياسية والتاريخ المعاصر.
هكذا عانى أينشتاين المصير الذي طالما قُدًر للرجال العظام في التاريخ لأن صفاتهم وطرائقهم في رؤية الأشياء تبدو أمام الجماهير مشوهة تماما! غاية هذا الكتاب هو أن نمنع حدوث مثل هذا الأمر!
مقال "عالمية العلم" يرجع تاريخها إلى عام 1922, بينما خطابه حول "مبادئ البحث" فكان عام 1923, في حين أن "رسالة إلى عربي" فتاريخها يعود إلى عام 1930, وهو في جميع هذه المقالات والخطب يبحث في المجالات الأكثر تنوعا, حيث الصلة الوحيدة التي تربط بينها هي وحدة الشخصية التي تبدو خلف جميع هذه التصريحات.
لقد آمن أينشتاين بالإنسان, بعالم سلمي يسوده التعاون, بالمهمة العليا للعلم.
كتابنا هذا يأتي دعما لهذا الإيمان في عصر يفرض على كل إنسان تفحص عواطفه وأفكاره.