يعد هذا الكتاب للكاتب جيمس كلير منهج سهل لبناء عادات جيدة والتخلص من العادات السيئة، ويقدم لنا إطار عمل أياً كانت أهدافنا، من أجل تطوير مهاراتنا في كل يوم.
جيمس كلير واحد من أبرز الخبراء في مجال اكتساب العادات، ويوضح لنا هنا استراتيجيات عملية، تعلمنا كيف نستطيع اكتساب عادات جيدة، وكيف نتخلص من القديمة السلبية، كما يشرح لنا طريقة إدارة وإتقان أفعالنا اليومية البسيطة، التي نستطيع من خلالها تحقيق نتائج مذهلة، وكيف نخلق الوقت لاكتساب العادات، وكيف نتخلص من نقص الحافز، وأن نتمتع بقوة الإرادة كيف نغير بيئتنا. يرتبط الكتاب بتجربة صاحبه المحيطة لتحقيق نتائج إيجابية في الحياة، ومن ثم صقلاً لتكون له أسلوب حياة، وعندما يعنونها بالذرية فإنه يقصد المقدار التراكمي للذرة الصغيرة لتصبح كتلة، ويقول الكاتب أنه عندما يكون لدينا توقٌ في إنجاز هدفٍ معين (إنقاص وزن، تأليف كتاب، لياقة بدنية عالية)، يجب أن ننشئ عادة متراكمة لهذا الفعل، لأن الهدف قد يتحقق ومن السهل فقدانه، متى ما أنهينا العادة ورجعنا لنفس الأسلوب، بمعنى قد نستطيع تحديد هدفنا بإنزال وزننا في فترة وجيزة، ولكن بمجرد تخلينا عن هذه العادات الصحية، فسرعان ما يعود الوزن إلى عهده السابق.
يتطرق الكتاب إلى استراجيات مقرونة بقصص وبراهين كتبت بأسلوب شيق ونقاط محددة وواضحة لتغيير الاتجاهات والعادات السيئة . "الناجحونَ والفاشلونَ لديهم نفسُ الأهدافِ، كلُّ رياضيٍّ في الأولمبيادِ يريدُ الفوزَ بميداليةٍ ذهبيةٍ، ولكنْ وحدَهُ النظامُ الذي يتبِعُه الناجحونَ هو ما يعطِيهمُ أفضلَ النتائجِ، وليسَ أهدافَهم، العاداتُ الذريةُ هي عاداتٌ ضئيلةٌ جدًّا؛ كذَراتٍ صغيرةٍ ولكنها قويةٌ، وتصبحُ أكثرَ قوةً بتَكرارِها لمئاتِ وآلافِ المراتِ، فالعاداتُ الصغيرةُ يمكنُ مراكمَتُها على مدارِ الوقتِ" حيثُ يصفُها كلير بأنها "تراكمٌ للتطورِ الذاتيِّ" فأثرُ العاداتِ يتضاعفُ بالتَكرارِ، قد لا يظهرُ أيُّ اختلافٍ في يومٍ أو في عدةِ أيامٍ، ولكنْ بمرورِ الشهورِ والأعوامِ يكونُ التغييرُ ضخمًا.