"الحلم الخامس...
أسير على غير هدى وبلا هدف ولكن صادفتنى مفاجأة لم تخطر لي في خاطري فصرت كلما وضعت قدمي فى شارع انقلب الشارع سيركا، اختفت جدرانه وأبنيته وسياراته والمارة وحل محل ذلك قبة هائلة بمقاعدها المتدرجة وحبالها الممدودة والمدلاة وأراجيحها وأقفاص حيوانتها والممثلون والمبتكرون والرياضيون حتى البلياتشو، وشدَّ ما دهشت وسررت وكدت أطير من الفرح، ولكن بالانتقال من شارع إلى شارع وبتكرار المعجزة مضى السرور يفتر والضجر يزحف حتى ضقت بالمشى والرؤية وتاقت نفسى للرجوع إلى مسكنى، ولكم فرحت حين لاح لى وجه الدنيا وآمنت بمجىء الفرح. وفتحت الباب فإذا بالبلياتشو يستقبلنى مقهقها...."
«أحلام فترة النقاهة».. آخر ما أودعه أديب نوبل المصري نجيب محفوظ، من ثروة باسمه في خزائن المكتبة العربية، وقد نُشرَت على حلقات في مجلة نصف الدنيا ثمَّ جُمعت في كتاب.
تضمن الكتاب 150 حلما، عبارة عن نصوص أحلام وشذرات من أحلام أضيف إليها أحلام متخيلة. ومحفوظ في هذا الكتاب وفي أصداء السيرة الذاتية لم يلزم نفسه بحدود نوع أدبي واحد.
تُرجم الكتاب إلى الفرنسية والإنجليزية، ويذكر "ريموند ستوك" مترجم الكتاب إلى الإنجليزية أن أحلام فترة النقاهة تحمل من السيرة الذاتية لنجيب محفوظ أكثر مما حملته أصداء السيرة الذاتية نفسها.