الابتسامة , البشر , البشاشة , الطرب .. كلمات تعددت والمسمى يكاد يكون واحداً , وهو ماتشعربه الروح من خفة ونشاط وطرب , وتسموبه النفس فتنسى همها , وتسلو كدرها , في عصر كرب , وأيام ضيق وأحداث مؤلمة . ولا عجب إن كان في الظرافة والمزاح بلسم للروح , ودواء للنفس , وراحة للبال والخاطر ؛ والشخصية الباسمة أقرب إلى النجاح من غيرها , إذ تستطيع أن تغزو قلوب الآخرين وتستعمرها بسهولة . وإن كبت النفس في مسارات ضيقة , باهتة , وجعلها في زاوية مظلمة , منهكة محطمة مكسورة مقهورة , رهبانية ما أنزل الله بها من سلطان . والمتتبع لأخلاق وسيرة سيد البشر ومعلم الإنسانية صلى الله عليه وسلم يجد أنه كان يبتسم ويمزح , ولا يقول إلا حقاً يحبه الله تعالى ويرضاه . فدونك ـ أخي الكريم ـ كتاباً تقدمه لك مكتبة العبيكان حديقة غناء , فطف بين أرجائها , واستمع بأجوائها , وتفيأ في ظلالها , وإن شئت فشم أهارها , وتذوق ثمارها , واضحك تري كل شيء جميل.