ارتفع منسوب شهرة الشاعر التونسي الشابي مع الثورة التونسية التي اندلعت في ديسمبر 2010. وانتقلت شرارتها سريعا الى البلدان العربية من المحيط الى الخليج.
في تلك الفترة طفا اسم الشابي على الساحة الثقافية وساحة الثوار على حد سواء حيث رددت حناجر المحتجين في تونس ومصر والمغرب وبلدان أخرى قصيدته الشهيرة
(اذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
و لا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر في جوها واندثر)
كان أبو القاسم الشابي شاعرًا موهوبًا غني الإحساس، وكان خياله الشعري مليئًا بالصور الفنية الغزيرة النادرة، وكان إلى جانب ذلك ذا طبع إنساني ممتاز، لقد ولدَ وفي قلبه ابتسامة مشرقة وعلى فمه ابتسامة مشرقة...
الكلمات التي نطقها طيلة خمسة وعشرين عامًا هي كل عمره، كانت كلها كلمات محب عاشق للإنسان والحياة، وقد قاده هذا العشق إلى الارتباط الصادق بأحزان بلاده ومشاكلها والتعبير عن هذه الأحزان والمشاكل، وسرعان ما اجتمع الفن والثورة في شخصيته الصادقة مما ترك أثره القوي على وطنه الصغير `تونس، ووطنه الكبير (الوطن العربي)، وعلى ضوء ذلك يقدم هذا الكتاب دراسات ومختارات حول أبي القاسم الشابي؛ نشأته، حياته، شعره، وأثره الباقي...