يعدُّ ابن زيدون من أهم شعراء الأندلس في عصره حيث تمتع بمكانة عالية في المجتمع القرطبي بفضل ما أنفق في تعليمه من عناية، وما وهبه الله من ملكة طيبة، وقد تجلّت شاعريته وسنه تقارب العشرين، ذلك أنه عندما توفي القاضي الفقيه ابن ذكوان، ألقى على قبره مرثية بليغة.
ثم لم تلبث العلاقة أن اتصلت بينه وبين ولاّدة، وكانت سليلة بيت ملك إذ أنها بنت الخليفة الأموي محمد بن عبيد الله بن الناصر لدين الله الملقب بالمستكفي بالله، فلما مات أبوها نزعت عن الحريم وخرجت إلى مجامع الأدباء و العلماء.
عاش ابن زيدون في أكثر الفترات العصيبة في العصور الإسلامية، حيث شهدت تلك الفترة الكثير من الفتن، لذلك لعب دوراً مهما في التأثير على الشعب، خاصةً بعد مقتل الكثير من قادة المسلمين، وأبرزهم الخليفة الأموي نتيجة الفتن الواقعة بين الولايات والطوائف، وكان لابن زيدون الدور الأكبر في إنهاء الخلافة الأموية في قرطبة...في هذا الكتاب سنقترب من ابن زيدون أكثر لنعيش تفاصيل حياته، أسرته، شعره ودوره السياسي.