رواية ابن زكريا للكاتب المصري أسامة الطرابلسي، رواية تجمع بين التاريخ والخيال. تتحدث عن تاريخ مصر في الحقبة المملوكية، حيث تعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل التاريخية العربية، وليس في مصر فقط. وقد تحدث الكاتب في ندوة له عن الرواية، موضحاً أنه قد كتبها وفق بناءٍ خاصٍّ به، حيث نجد أن الرواية في بدايتها قد انطلقت "بالذروة" ، ألا وهي: طفل عمره ما يقارب ١٤ سنة، و والدته مستلقية إلى جانبه وهي مثكلة، ولا يملكون سوى قليلٍ من الخبز والماء، ووالده معلقٌ على باب زويلة، ثم يعود الكاتب إلى السرد بشكل طبيعي، ويحكي عن قصة زكريا وابنه يحيى.
يتمحور هدف الكاتب في روايته في سؤال، هل الوطنية هوىً أم هي مجرد وراثة؟ فهل البطل يحيى سيكون مملوكاً ابن مملوكيّ، أم أنه عاش مصرياً وتربى في مصر فسيظل مصرياً؟ حيث أن هذه النقطة هي نفسها محور مشكلة "طومن باي" والتي كانت سبباً في شنقه على باب زويلة، حيث سيتحمل ما لا طاقة له به، فسيشنق لأنه مان مؤمناً بقضية هذه الأرض، وهي ذات المشكلة التي سيتعرض لها يحيى بعد ١٥ سنة، فيقرر أن يعتكف ويربي ابنه، ولكنه في لحظة تاريخية معينة سيضطر بأن يضحي ببيته وزوجته وابنه، فمصيره هو أيضاً أن يقتل على باب زويلة. ويذكر الكاتب قصة مراسلات السلطان سليم الأول لـ "طومن باي"، فكان يُذكِّره دائماً بأصله المملوكي، ويدعوه لعدم الخوض في تلك الحرب، والتضحية بنفسه، فليس له علاقة بهذه البلد، طالباً منه الانضمام له، حيث سيجعله حاكماً على مصر تحت ولايته، لكن "طومن باي" يرفض، فيعدمه سليم الأول على باب زويلة. كما افتتح الكاتب روايته بالذروة -موت البطل على باب زويلة- يعود في نهاية الرواية لنفس المشهد، فالقارئ ينتظر جواباً لسؤال، من هو يحيى الذي كان معلّقاً على باب زويلة، وما هو السبب، فكان لا بد من الكاتب التوضيح للقارئ.