عزلة صاخبة جداً؛ هي حكايةُ مهووسٍ بجمع المعرفة يتحدّى الدولة البوليسيّة في أخطر فترات التاريخ.
"هانتا" الذي قادته الظروف إلى العمل في إتلاف الورق خلف ماكينةٍ هيدروليكية مع الكثير من الفئران التي تسكن القبو المظلم، يحكي لنا مشاعره المتضاربة عندما يسمع صوت تهشيم الكتب وكيف أيقظت هذه الآلة في نفسه نشوة التدمير، وكيف استغلَّ وقته الطويل خلف هذه الآلة بالقراءة حتى أصبح سجين الكتب نفسها إلى أن جاءت الحرب العالمية الثانية التي كانت نقطةً مفصلية في حياته، عندما حملت القطارات أعظم الكتب وأروع المكتبات إلى النمسا وسويسرا وبيعَ غرام الورق مقابل بضعة فلسات، وجيء بأمّهات الكتب إلى قبو "هانتا" لإتلافها وطمس العلم والمعرفة فيها.
فما القرار الذي اتّخذه في نفسه وهل سيستطيع تنفيذه؟ ما مصير "هانتا: غريب الأطوار؟ هل سيصمد طويلًا أمام جبروت الآلة والدولة؟
"عزلة صاخبة جدًا" قصّةٌ عجيبة تضجُّ بالتناقضات وتغوص في أعماق النفس البشرية، وصفها "ميلان كونديرا" بأنّها تختصر ما عجزنا جميعًا عن تقديمه لأجل إنسانٍ متحرِّر..