في العزلة البعد عن مواطن الرياء ، وهو من محبطات الأعمال . في العزلة النجاة من عيون الحاسدين ، وأبصار الكائدين ؛ فإن في حدق العيون رصاصاً يقتل ، وسهاماً تجرح ، وقذائف تدمر ، فلله كم من نعمة سلبت بعين نظرت ، وكم من موهبة أهدرت بلحظة عين أرسلت ! والسلامة لا يعدلها شيء. في العزلة صعود النفس في سلم العبودية ، من تلاوة وتفكر وشكر للإله وذكر ومحاسبة وإنابة وتوبة وندم. وفي العزلة السلامة من مداهنة الظالم ومداراة الجاهل . وفي العزلة السلامة من قرين السوء ، مزين الباطل ، محبب الفاحشة ، والداعي إلى المعصية ، والبريد إلى الرذيلة بحاله ومقاله وفعاله؛ فإن بعض الناس يفسد في مجلس واحد ما لا تصلحه عشرة مجالس ، و الجرباء تعدي الصحيحة . في العزلة الاهتمام بالأهل والعيال ، وتأديب الأطفال ، والقيام بحقوق الوالدين والزوجة والأبناء
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (( ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتنة وأيام الهرج . قلت : وما الهرج ؟ قال : حين لا يأمن الرجل جليسه . قلت : فبم تأمرني إن أدركت ذلك الزمان ؟ قال : تكف نفسك ويدك ، وادخل دارك ........ الخ ))
وقيل لابن مبارك : ما دواء القلب ؟ فقال : قلة الملاقاة للناس .