كان هذا الكتاب مثيراً للجدل منذ صدوره، وكان ذلك في عدة بلدان أهمها الولايات المتحدة الأمريكية التي يأتي منها الكاتب والصحفي جون ريد وروسيا التي يتحدث عنها الكتاب وتحديداً عن الثورة البلشفية فيها في أكتوبر من عام 1917م.
وجون ريد بالأصل أمريكي الجنسية واشتراكي التوجه وقد كان يعمل لدى صحيفة اشتراكية في الولايات المتحدة الأمريكية اسمها (ذا ماسيز) ثم حدثت الثورة البلشفية في روسيا وقامت ثورة العمالي في شهر أكتوبر على القيصر الروسي ألكسندر رومانوف وعائلته وتم اعدامهم، فسافر الصحفي الأمريكي ليقوم بتغطية الثورة والحديث عنها وجمع المعلومات.
قام ريد بتتبع وبحث عن العديد من قادة الثورة عن قرب خلال وجوده في روسيا واستفاد من معلوماتهم في تأليف الكتاب بشكل كبير، وبعد نشره بفترة وجيزة توفي في موسكو، وهو واحد من أمريكيين اثنين منحتهما السلطات السوفيتية قبول الدفن في مقبرة الكرملين في موسكو، وهي مقبرة مخصصة عادة لدفن القادة السوفييت البارزين.
بدأت الثورة الشعبية بالإطاحة بالنظام القيصري في مارس 1917، وكانت الأحوال على أشدها في سان بطرسبيرغ وما حولها، ثم انضم الجنود أيضا إلى الثورة، ثم تمكنت مجموعات منظمة من العمال والفلاحين والجنود من اقتحام مقر الحكومة في القصر الشتوي في 24 أكتوبر والإطاحة بالحكومة الانتقالية الموقتة، وتحركت قوى معادية للثورة نحو موسكو، لكن الجيش الثوري استطاع أن يهزمها في النهاية.
يعتبر هذا كتاب «عشرة أيام هزت العالم» من أهم الكتب التي تحدثت عن أحداث الثورة الروسية، حيث تحدث ريد إلى لينين نفسه، وأمضى يومه كاملاً يمشي في الشوارع، يجري اللقاءات مع الناس، ويجمع الوثائق والصحف والمنشورات التي تخص الثورة، ليستخلص منها كتاباً تاريخياً بامتياز.