كيف كانت تعرف،
لترسل ضحكتها الفاجرة تهدر هكذا في عز الصمت؟
تختار أوقاتاً يكون فيها الكرب قد سكن واحدة من حجرات البيت أو أكثر، وتطلقها، قارحة، لتزرى بالمصائب، وتشحن الخلق، بالهيجان والبهجة.
كيف كانت تعرف؟
هي الوحيدة داخل حجرتها البعيدة العالية، حيث السطوح الخالية، ونجوم الليل، والنيل.
تبدأ الرواية مع حوار الجدة القصير مع الحج محمود الفحّام وهي تراقب ابنها عبد الرحيم محمولاً إلى العربة المفتوحة، ويليها مشهد منزل عبد الله بن عثمان وما يفعله كل فرد من العائلة في ذات اللحظة من الأم في المطبخ حتى الولد الذي يشاهد برنامجاً مع بعض الأطفال في التلفزيون حيث يلقي أحدهم نكتة فيضحكون جميعا ثم يأتي شقيق عبد الله ليخبره بأن الجدة قد اختفت! ويأخذنا النص بسرعة مهولة من مشهد الصالة العادي جداً إلى حدث الاختفاء وإلى داخل الرواية لننغمس في عالم سردية ابراهيم أصلان الجميل.
تأتينا هذه الرواية القصيرة من الكاتب المبدع صاحب رواية مالك الحزين التي تم تحويلها إلى الفيلم الشهير جداً بعنوان الكيت كات، وتقع أجواء الرواية في عائلة بين زمنين مختلفين حيث الجدة والابنة ومن ثم الأحفاد وما يدور في العائلة في أزمنة مختلفة والأحداث التي أثرت على حياتهم وغيرت مسارها، بحواراتها المكتوبة باللغة العامية المصرية الواقعية بجملها القصيرة التي تُشعر القارئ بالقرب الشديد من النص وتجعله يكاد يرى الشخصيات ويسمعها أمامه، لتتدرج الرواية سلسة وممتعة لتبني عالماً متكاملاً وقصة فريدة بأسلوب إبراهيم أصلان المميز.