كيف سيقضي الناس يومهم في جنة الخلد؟ سؤال انطلق في خيال الحكيم، وجاءته الإجابة من عقله تقول أن أغلب الظن يشير بأن الفقراء سيرتمون حول مائدة الطعام بالجنة، تلك المائدة المليئة بالفاكهة والطعام، وحتماً سيقول لهم حراس الجنة أن الاندفاع حول الطعام ليس بجيد، لأنهم مخلدون في الجنة ولن ترفع عنهم الموائد، لكن الفقراء حتماً لن يصدقوا الحراس، فمن يضمن لهم صدق حديثهم، ففي الدنيا عندما صدق هؤلاء الفقراء، الرجال الذين قالوا لهم لن تجوعوا في ظل مبادئنا، وجدوا العكس مع تأييدهم، لقد جاعوا من أجل الدولة، لذلك الخوف من الجوع لم يموت بداخلهم حتى وهم في جنة الخلد لأن الجوع هو أول ما يولد على الأرض وأخر ما يموت. ..
قالت العصا للحكيم أنها تتخيل أن القدر كرجل بارع واقف في ميدان عام يحرك في الهواء كفة لاعباً كما يفعل الحواة بثلاث كرات هما المال والصحة وراحة البال والبشر من حوله واقفين يشاهدون ما يفعل دون أن يكون واحداً منهم قادراً على اللعب بالثلاث كرات مثله!
"عصا الحكيم" حوار فكري متخيل بين توفيق الحكيم وعصاه، تلك العصا التي تعلم حملها لسنوات حتى أصبحت تلازمه وكأنها جزء من ذراعه، لتسير معه وتنتقل من مصير لمصير دون أن تُبدي أي ضجر من تلك الصحبة..