"استيقظت من نومي ونظرت فوراً إلى الساعة المعلقة في الصالة ، فكانت السادسة تقريباً، شعرت بالطمأنينة لأن الباص الذي سيقلني من بغداد إلى دمشق ينطلق في التاسعة والنصف، كنت قد جهزت حقيبة سفري الصغيرة قبل أن أنام. نظرت إلى أهلي الذين كانوا ما زالوا نائمين في الغرفة الواسعة، التي نستخدمها للنوم في الليل، وللحياة في النهار، رأيتهم نائمين بكامل ثيابهم العادية على أفرشة بالية مفروشة وسط الأرض الأسمنتية الرطبة، كانت أمي نائمة في وسط الغرفة وإلى جانبها أختاي الصغيرتان نهرين وماري".
هكذا يبدأ صمويل شمعون روايته عراقي في باريس، فيصف مغادرته للعراق ذات يوم وسعيه وراء حلمه بأن يذهب إلى هوليوود، حلم شاب صغير لا يعلم أي شيء عن هوليوود إلا ما شاهده في الأفلام، شاب عراقي آشوري مسيحي، يقرر بأنه سيسافر بأي ثمن وأي طريقة، فينتقل من بلدته إلى بغداد ثم دمشق ثم بيروت ثم عمان، ليعود إلى دمشق ثم لبنان مرة أخرى، ويواجه في كل مدينة من الأهوال ما لا يطاق، وكله في سبيل سفره إلى أميركا، ويكاد يقتل أكثر من مرة ويتعرض للاعتقال، في حكايات عجيبة مما كان يحدث في السبعينات من القرن الماضي.
هذا الكتاب مغامرة طويلة عريضة بعرض الكرة الأرضية كلها، تحتوي على جميع جنسيات العالم في دول كثيرة وفي مدينة باريس، يكمل الكاتب رحلته حتى تونس ثم إلى باريس، يقابل فيها كل ما يخطر على بال، ويقوم بأعمال جنونية ومغامرات لا حدود لها، في مدينة صاخبة تحتوي على كل ما لا يتخيله عقل، ففيها الأفريقيين والسيرلانكيين والعرب واليهود والإنجليز، يسرد الكاتب كل ذلك بلغة متينة وسخرية لاذعة وظرف في الكلام.