"نسبى ونطرد يا أبي وبنادُ فإلى متى يتطاول الأوغاد؟ وإلى متى تدمي الجراح قلوبنا وإلى متى تتقرح الأكباد، نصحو على عزف الرصاص كأننا زرع وغارات العدو حصاد، ونبيت يجلدنا الشتاء بسوطه جلداً، فما يغشى العيون رقاد، يتسامر الأعداء في أوطاننا ونصيبنا التشريد والإبعاد، وتفرح الأمراض في أجسادنا، أواه مما تحمل الأجساد، كم من مريض مل منه فراشه، ما زاره آيس ولا عواد، نشرى، كأنا في المحافل سلعةٌ ونباع، كي يتمتع الأسياد، في نهر "جيحون" الحزين مراكب غرقت، ودنس صفوه الإلحاد. وعلى ضفاف النهر جنّة زورق يبكي على أشلائها الصياد".
من وحي الحروب وصور الموتى والبيوت يستمد عبد الرحمن صالح العشماوي صور أبياته التي كتبها لمجاهدي أفغانستان راثياً إياهم وملقياً الضوء على ما يفعله السوفيات في أرضهم.