يا إلهي، ما هذا الجنون؟!!
هكذا صرخت (سعاد) بفزعٍ وذعرٍ وجنون، وهي تقف أمام الجثة الهامدة قبل أن تتراجع إلى الخلف خارج الغرفة الصغيرة بخطواتٍ مرتجفة وهي تغطي وجهها بكفيها، وأخذت في الصراخ بهيستريا وجنون بنبرات صوتٍ مبحوحة، وعلى ملامح وجهها ظهر الإعياء الشديد.
وعلى إثر صرخاتها المروعة، تجمع أهل الفيلا الأنيقة، كلٌّ من حجرته مسرعًا، وهم على يقين من أن كارثة رهيبة قد حدثت في بيتهم.
وكانت (حنان) بشعرها الكستنائي الطويل المموج هي أول من وصلت إلى المكان الذي صدرت منه صرخات (سعاد) فوجدتها قد انهارت، وسقطت أرضًا مستندة بظهرها على الحائط الملاصق تمامًا لباب الغرفة التي ترقد بداخلها الخادمة (منال) وقد فارقت الحياة.
فدخلت (حنان) إلى الغرفة المعتمة، وفتحت الشرفة بسرعة ليصدمها شكل (منال) وهي مطعونة في عنقها!!
قضيةٌ جديدة يتولاها الضابط أمير الوكيل في هذا البلد الذي لا يُنصح بالسفر إليه أبدًأ.